موسكو: أنقذنا طيارنا الثاني وسننشر صواريخ "أس400" بحميميم في اللاذقية

صورة لمنظومة صواريخ "أس400" (المصدر: قناة روسيا اليوم)

25.11.2015 | 09:02

"الطراد موسكو المتواجد أمام اللاذقية مستعد لتدمير أي هدف يشكل خطر"

استمرار ردود الفعل السياسية الروسية ضد تركيا.. وبوتين يتهم قيادتها بنشر "الفكر المتطرف"

أعلن وزير الدفاع الروسي  سيرغي شويغو, يوم الأربعاء, انقاذ الطيار الثاني الذي اسقطت تركيا طائرته, أمس, مضيفاً بالوقت نفسه أن بلاده ستنشر منظومة صواريخ الدفاع الجوي "أس400" بقاعدة حميميم باللاذقية.

وقال شويغو, في بداية اجتماع للهيئة القيادية بوزارة الدفاع الروسية, أن انقاذ الطيار تم "في عملية مشتركة للقوات الخاصة الروسية والسورية", مضيفاً أن "العملية الانقاذ استمرت لـ12 ساعة، حيث أنجزت اليوم الاربعاء في الساعة 03.40 بتوقيت موسكو (2.40 فجراً بتوقيت دمشق)".

وكانت رئاسة الاركان الروسية أعلنت, يوم الثلاثاء, عن تدمير إحدى مروحياتها ومقتل جندي أثناء البحث عن الطيارين اللذين سقطت طائرتهما بريف اللاذقية, في وقت تضاربت الأنباء عن مصير الطيارين أمس, فيما نشرت مصادر معارضة فيديو يظهر به أحدهما, ووجه مضرج بالدماء.

ومن الناحية العسكرية, أعلن شويغو عن نشر منظومة الدفاع الجوي "إس-400" بقاعدة حميميم بريف اللاذقية.

ويأتي نشر المنظومة بعد ارتفاع حدة التوتر بين موسكو وأنقرة, حيث أعلنت الثانية, يوم الثلاثاء, أن قواتها أسقطت طائرة حربية روسية بعد "انتهاك" مجالها الجوي قرب الحدود مع سوريا و"تجاهلها التحذيرات", فيما نفت موسكو وجود أي "اختراق" للأجواء التركية, قائلةً أن الطائرة كانت عائدة إلى قاعدة "حميميم" باللاذقية.

كما قال شويغو أن "الطراد موسكو المتواجد امام سواحل اللاذقية مستعد لتدمير اي هدف قد يمثل خطراً".

وكانت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول وصلت, منذ أيام, الى شرقي البحر المتوسط, حيث أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أنها جاهزة لاطلاق طائراتها الحربية اعتبارا من, أول امس الاثنين, لضرب مواقع تنظيم "داعش" في سوريا.

وبعد أقل من ساعة على تصريحات شويغو, أعلن الكرملين على لسان الناطق باسمه دميتري بيسكوف  أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على نشر منظومة صواريخ "أس400" في قاعدة حميميم باللاذقية.

وتأتي خطوة نشر منظومة "صواريخ "أس400", بعد الحديث في السنوات الماضية, عن صفقة أسلحة تتسلم سوريا بموجبها منظومة "أس300" وفق عقود مبرمة مع موسكو منذ اكثر من 5 سنوات, بينما اعتبرت إسرائيل أن هذه المنظومات ستشكل تهديدا لها إذا حصلت دمشق عليها.

وتعتبر منظومة "أس400" من أحدث منظومات الدفاع الجوي الروسي, حيث دخلت ضمن تسليح الجيش الروسي في عام 2007, إلا أن الحكومة الروسية لم تسمح إلا مؤخراً.

ويشار إلى أن كل هذا التوتر والحشد العسكري وعمليات القصف, تجري وتترجم في الأرض والأجواء والمياه السورية, بينما تعتبر دمشق أن أي عمل عسكري دون التنسيق معها "انتهاك" للسيادة السورية, حيث جددت موقفها, يوم الثلاثاء, على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي الذي اعتبر إسقاط المقاتلة الروسية فوق الأراضي السورية يمثل "انتهاكا للسيادة الوطنية السورية".

أما سياسياً, قدمت الخارجية الروسية, يوم الأربعاء, احتجاجاً "شديد اللهجة" للسفير التركي لديها, على خلفية إسقاط بلاده طائرة روسية, أمس الثلاثاء.

وأردفت الخارجية بالقول أنه لا يتم النظر حاليا في سحب السفير الروسي من أنقرة، و"ننتظر شرحا من الطرف التركي".

كما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القيادة التركية بأنها تمارس سياسة متعمدة لنشر التطرف الإسلامي في بلادها.

واعتبر بوتين أن "المشكلة لا تكمن في المأساة التي وقعت يوم أمس, بل هي أعمق من ذلك بكثير. نحن شاهدون، ولسنا بمفردنا، بل العالم بأسره شاهد على ذلك.. القيادة التركية الحالية، تنتهج طوال سنين، وبشكل هادف سياسة داخلية لأسلمة بلادها، ودعم التيار الإسلامي".

وأيد بوتين طلب الخارجية الروسية من مواطنيها بالامتناع عن زيارة تركيا,  قائلاً "بعد الحادث الذي وقع يوم أمس، لم يعد بوسعنا استثناء تكرار أي حادث آخر، إلا أننا لن نتوانى عن الرد في مثل هذه الحالة.. مواطنونا المتواجدون في تركيا قد يتعرضون لخطر كبير، ووزارة خارجيتنا ملزمة بالتنبيه إلى ذلك".

ويذكر ان حادث تحطم الطائرة الروسية, سبقه توتر سياسي بين أنقرة وموسكو على خلفية طلب استدعاء الأولى للسفير الروسي للاحتجاج على قصف القرى التركمانية بريف اللاذقية, معربةً عن نيتها بالتوجه للامم المتحدة لادانة أعمال القصف.

سيريانيوز



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved